الرئيسية » مجتمع » حسن الريحاني: دار الشافعي تسير بخطى ثابتة نحو التنمية رغم محدودية الموارد

حسن الريحاني: دار الشافعي تسير بخطى ثابتة نحو التنمية رغم محدودية الموارد

في حوار مطوّل خصّ به جريدة ” التيار ” ، أكد حسن الريحاني، رئيس مجلس جماعة دار الشافعي بإقليم سطات، أن تصنيف الجماعة ضمن المراكز الصاعدة سيمكنها من الارتقاء إلى مصاف الجماعات الحضرية، مشددا على أن منطق الشفافية والتواصل المستمر مع الساكنة هو أساس التجربة الحالية في تدبير الشأن المحلي.
وأشار الريحاني إلى أن الحوار مع وسائل الإعلام يندرج في إطار الانفتاح على المواطن والمجتمع المدني وإشراكهما في تدبير الشأن العام، وخلق نقاش دائم وفعّال حول الأولويات والتحديات.

في البداية نريد منكم السيد الرئيس معرفة الإكراهات التي تعرفها الجماعة؟

في البداية أريد أن أشكر جريدة هبة زووم على هذه البادرة الطيبة، أولا، لإماننا بالتواصل والإنفتاح على الجسم الإعلامي، و المجتمع المدني وكذلك بالفكر التشاركي وتقاسم المستجدات والمعطبات التي تخص جماعة دار الشافعي، إذ أن إشراك المواطنين في تدبير الشأن المحلي بمده على الاقل بشكل دوري بما يدور بجماعته، لأننا لا نعتبر المواطن مجرد صوت انتخابي فقط، بل كفاعل بالرأي والمقترحات، والإبداع والمشاركة اليومية، ولقد نهجنا عدة طرق من أجل التواصل مع المواطنين وضعنا رهم إشارتهم عدد من المنصات لتقديم اقتراحاتهم في هذا الشأن، كما أن أبواب الجماعة مفتوحة للجميع، ومستعدون لمناقشة اقتراحاتهم والسماع لانتقاداتهم، فنحن نسعى إلى تأسيس إدارة محلية تعني بالشأن العام المحلي، وتلبي الحاجيات الأساسية للمواطن عن قرب، وهذه وسيلة لتحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية التي تنشدها ساكنة المنطقة.

وكما هو معلوم، أن الموارد المالية للجماعة ضعيفة إلى حد ما وجد متواضعة، كما أن محدودية الموارد البشرية تشكل ايضاً عائقا تدبيرياً يعترضنا، والجماعة تشتغل وفق إمكانياتها وبتعاون الجميع، نجحت إلى حد ما في تدبير ذلك بشكل أكثر إحكاما وترشيدا، وذلك بهدف إنجاز مشاريع تنموية، ونتطلع دائما إلى تحقيق الأهم، ونضع نصب أعيننا مصلحة المواطنين، لأنالسياسة في نهاية المطاف أخلاق ومصداقية، وهذا السلوك بالضبط ما يقوي قدراتنا، ويجعلنا واضحين وفي منأى عن بيع الوهم للمواطن، رغم أن انتظاراتهم وطموحهموأمالهم علينا يفوق بكثير إمكانيات الجماعة، إلا أنه ما لا يؤخذ كله، لايترك جله.

أمام الإكراهات التي تواجهها الجماعة، ما هي أولياتكم؟

بما أننا نخوض التجربة لأول مرة، فقد واجهتنا مجموعة من العراقيل، بعضها ذاتي وأغلبها موضوعي، فالذي يخوض التجربة لأولمرة، لابد وأن يواجه عالم قد لا يعرف تفاصيله، هناك إكراهات مالية، كما سبق القول، و قد قمنابدراسة موضوعية لكل مشاكل الجماعة، ووقفنا علىالأولويات والحاجيات الضرورية للساكنة، وبحيثأصبحت لنا صورة واضحة على ضوئها بدئنا ملامسة أهم الإحتياجات إذ أنه شرعنا في العمل على تحسين الخدمات وحل الإشكاليات الكبرى التي تعاني منها الساكنة في جميع أبعادها.

أهم هذه الأبعاد، كانت هي الطرق والمسالك الجماعية وبنياتها التحتية من قناطر، الماء، الكهربــــاء، الإنارة العمومية، كما عملنا على حل بعض الإكراهات التي قد توصف بالمزمنة والتي امتدت لسنوات دون أن يوجد لها حل، على سبيل المثال لا الحصر، التجزئة الجماعية التيسير والمدرسة الجماعاتية وكذلك ملعب القرب من فئة E بأولاد عبو، كلها مشاريع اعترضتها عدد من الإشكاليات وعملنا طيلة هاتين السنتين الأخيرتين على حلها.

هل هناك تواصل بينكم وبين جمعيات المجتمع المدني التي تنشط في تقديم الخدمات بالعالم القروي؟

في البداية أريد أن أشير، أن الجماعة رهن إشارة الجمعيات والتعاونيات الفاعلة التي تتمتع بالقوة الاقتراحية الفعالة، وتعمل من أجل الصالح العام، وسندعمها و نقدم لها ما نستطيع، و تقديم كل ما هو متاح للاشتغال سويا، فأبوابنا مفتوحة لجميع ذوي النيات الحسنة، وستبقى الجماعة في خدمة جميع مبادرات الجمعيات البناءة و الهادفة.
ماهي المشاريع التي تعتزمون إنجازها أو تلك التي أنجزت؟
في الحقيقة نحن نمشي بخطى تابثة وفق ما هو مسطر ببرنامج عمل الجماعة والذي تمت المصادقة عليه من طرف المجلس، أهم محاوره كما تطرقنا سابقاً الماء، الكهرباء الطرق وكذلك بعض البنايات التحتية الأخرى، وقد قمن بتنفيد وإنجاز عدد من المشاريع وأخرى في طور التنفيد، وبتظافر الجهود لكل من مجلس الجماعي ومصالح العمالة، ومصالح أخرى، سيتم إخراجها للوجود ومن بينها:

مشروع حماية مركز جماعة در الشافعي من الفيضانات، الذي يعد من المشاريع المهيكلة بمركز جماعة دار الشافعي والذي ابرمنا انفاقية شراكة تتضمن أربعة أطراف، جماعة دار الشافعي، جهة الدار البيضاء- سطات، وزارة التجهيز وكذلك وكلة الحوض المائي لأم الربيع ببني ملال، وذلك بهدف حماية مركز الجماعة من الفياضانات خاصة أيام الشتاء، بحيث تصبح الجماعة مهددة أثناء هطول الأمطار بكثرة.

في هذا الإتجاه ماذا عن قطاع الماء والكهرباء، ومرافق الترفيه؟

فيما يتعلق بالماء الصالح للشرب، فقد اشتغلنا مند بداية الةلاية على هذا القطاع الحيوي، بشكل أحادي وبشراكة مع بعض جمعيات المجتكع المدني المحية النسيطة في هذا المجال، بحيث أن نسبة كبيرة من ساكنة الدواوير تم ربطها بالماء الصالح للشرب داخل منازلها، بحيث تم عقد شراكة مع جمعية الجدودة التي تعمل دوار الجدودة بالماء الصالح للشرب بواسطة الربط الفردي، لأكثر من 200 منزل، والعدد في تزايد مستمر، خاصة مع بناء صهريج جديد من طرف الجمعية بمساعدة الجماعة، نفس الأمر بالنسبة لدوار أولاد سي عبد الله أولاد سي مسعود، الذي تربط جمعيته للإصلاح اتفاقية شراكة مع الجماعة تقوم على ضوئها الجمعية بتسيير بئر وصهريج من فئة 36 طن، تستفيد منه أكثر من 260 منزل من االربط الفردي، في الأيام الأخيرة تم عقد اتفاقية شراكة مع جمعية النصر بدوار العوينة – أولا سي مسعود والشركة الجهوية متعددة الخدمات لربط أكثر من 120 منزل بنفس الدوار بالماء الصالح للشرب.

ناهيك أننا في طور حفر خمس آبار بكل من دوار اطناجة، الميسات، العمارنة، اجدودة امالين الواد، وأولاد سي أحمد أولاد سي مسعود، وبناء صهاريج بعدة دواوير تابعة لجماعة دارالشافعي، بالضبط بدوار الميمنات ودوار الميسات، ناهيك إعطاء إنطلاقة الأشغال بسقايتين عمومتين بدوار أولاد علي ابن امحمد ” اسلالمة” واطناجة ” اعيايشة’”، وقد بلغت نسبة مهمة من المستفدين، ناهيك عن العمل بواسطة صهاريج شاحنة الجماعة وأخرى تابعة للعمالة من أجل تزويد عدد مهم من الساكنة في هذا الظرف الخاص.
أما ربط الدواوير بالكهرباء، فقد تم ربط أغلب الدواوير بالشبكة الكهربائية، ولم يتبق لنا إلا القليل، و بعض المساكن المتفرقة (العزبان)، هذه الأخيرة التي تبلغ حوالي 57 كانون سيتم ربطها في غضون هذه السنة من طرف ال مكتب الوطني للكهرباء وبتمويل مشترك بين الشركة الجهوية متعددة الخدمات وجهة الدار البيضاء سطات.


كوانين أخرى تشكل توسعات لبعض الدواوير والمنازل نشتغل عليها وقد تم تخصيص مبلغ مهم من اجل إنجازها، تتعدى حسب الطلبات الأولية 200 ربط منزلي، هي الآن في طور الدراسة وسيتم إعلان طلب عروض بهذا الخصوص مباشرة بعد نهاية الدراسات من طرف الشركة الجهوية متعددة الخدمات في غضون هذه السنة.
بالنسبة لمرافق الترفيه، فالجماعة – كما قلت – تعاني من ضعف الإمكانيات المالية، تعتمد بشكل كبير على دفوعات الضريبة على القيمة المضافة، والتي لم تعرف تغييراً إلا في السنة الأخيرة بزيادة 20 في المائة، انتخابنا على رأس الجماعة وضعنا في وضع محرج، لما عقده المواطنين من آمال وضعف الإمكانيات، المركز الجماعي يفتقر لأبسط المرافق، كانت ترفيهية، الرياضية أو تلك التي تتعلق ببعض المرافق التي يستفيد منها زوار المركز، رغم توفر الجماعة على طاقات شابة رياضية في المستوى، وهذا كذلك ما اشتغلنا عليه من أجل تحقيقه لهؤلاء الشباب الطموح، بحيث تم تمويل إصلاح ملعب بدوار الزياينة، وقد تم إنجاز ملعب للقرب بمواصفات حديثة بمركز دار الشافعي يستفيد منه كل شباب الجماعة، ويقضون فيه جل أوقات خاصة خارج الدراسة. إضافة إلى هذا، سيتم في الأيام القليلة المقبلة إنطلاق الأشغال بملعب القرب بدوار أولاد علي ابن امحمد من فئة E ، الملعب الذي طال انتظاره مند 2014 تقريباً، ناهيك على عدد من ملاعب التي سنشرع في إصلاحها في هذه السنة.

عملت الجماعة أيضاً على تقديم خدمات أساسية للمواطنين، خاصو ممن يزورون مركز الجماعة، وذلك بتهيئ فضاء أخضر وتجهيزه إلى جانب مراحيض عمومية، للنساء والرجال، الأمر الذي استحسنه كل زوار المركز خاصة وأنها تمت بجانب محطة الطاكسيات، وبالقرب من أهم المرافق، الفضاء كان له دور إيجابي خاصة بالنسبة للعنصر النسوي من تلميدات والنساء الائي يزرن الطبيب وقضاء بعض مصالحهن.
ولا ننسى المدرسة الجماعاتية التي طال انتظارها لأكثر من عشر سنوات، فقد تم الترخيص لها وانطلاق الأشغال بها سيكون في غضون هذا الأسبوع على أقصى تقدير، بنية تعليمية تنضاف إلى أخرى متواجدة بمركز جماعة دار الشافعي، ثانوية، إعدادية، دار الطلب دار الفتاة، وأبشر الساكنة أيضاً ببرمجة داخلية على مستوى المركز بالمكان المخصص لها، بين الثاموية والإعدادية.
هناك بعض اللغط حول الشبكة الطرقية الجماعية، كيف تردون؟
كما لا يخفى على أحد، أن الشبكة الطرقية رغم ما أنجز وتم إصلاحه، خاصة من طرف الجهة، مازالت لم ترق إلى المستوى المطلوب، و إلى تطلعاتنا وتطلعات الساكنة من أجل فك العزلة على جميع الدواوير و التجمعات السكنية، في هذا الإتجاه، وضعنا مشروعاً متكاملاً مند بداية الولاية الإنتدابية لتعبيد طرق الجماعة، وعملنا على تخصيص مبلغ مهم من فائض كل سنة يصل 1 مليون درهم مع تحويل بعض الإعتمادات التي ظلت جامدة مند ما يناهز عشر سنوات، ليصل سنة 2025 حوالي 7 مليون درهم اي 700 مليون سنتيم، قمنا كذلك بإنجاز كل لدراسات الأساسية: كما اتخدنا مقرراً باللجوء إلى الإقتراض من صندوق التجهيز الجماعي FEC، لتمويل ما تبقى من اعتمادات المشروع الذي سيقارب ثلاث ملايير سنتيم، هذا ما يخص إمكانياتنا الذاتية.
ومن هذا المنبر، نريد كمجلس جماعي أن نتقدم بالشكر إلى عامل الإقليم لما يقوم به من مجهودات جبارة في هذا الجانب، والى دعمه المتواصل و الدائم لنا من أجل مصلحة هذه الساكنة وساكنة الإقليم ككل، ونشكر كذلك كل من يقف بجانب الجماعة ويمد يد العون لها من أجل تحقيق ما تطمح إليه الساكنة، ونطالب كذلك من مجلس الجهة والمجلس الإقليمي برمجة عدة مشاريع تهم الطرق لصالح جماعاتنا حتى يتحقق لنا ما تحقق للجماعات الأخرى داخل الإقليم.
كيف ترون آفاق التسيير الجماعي في المستقبل؟
أفاق التسيير الجماعي واعدة – بحول الله – خصوصا مع وجود ترسانة قانونية وتنظيمية ملائمة، ووجود نخب مؤهلة وقادرة على تحمل المسؤولية، ووجود أغلبية ومعارضة تشتغل جنبا إلى جنبا واضعة خلافتها السياسية جانبا مقدمة مصلحة الساكنة، وكذلك الزامية اعتماد الطرق الحديثة للتخطيط الجماعي بدل اعتماد الأساليب العشوائية القديمة، وتوفر أنظمة لمواكبة التسيير الإداري والمالي للجماعات، ووجود فرص للتعاون وللتعاقد من أجل تحقيق الأهداف التنموية. وكذلك نحمد الله على وجود سلطة محلية متفهمة ومنفتحة وعلى رأسها عامل الإقليم يدعمنا ويتواصل معنا بشكل متواصل ودائم.
كلمة أخيرة لكم السيد الرئيس:
لابد أن أجدد الشكر الجزيل للسيد عامل الإقليم، لما يقوم به من مجهودات في صالح الإقليم وكل الجماعات التابعة له، وكما لا ننسى أن نتقدم بالشكر لكل مكونات مجلس جهة الدارالبيضاء-سطات، الذي تربطنا به عدد من الشراكات، خاصة تلك المتعلقة بالربط الكهربائي وحماية مركز الجماعة من الفياضاضنات والتي هي في طور التنزيل بمشيئة الله،والمجلس الإقليمي سطات، الذي نأمل في أ، يعمل جاهخداً من أجل إنجاز وإخراج مشروع تأهيل المراكز الصاعدة إلى حيز الوجود، خاصة وأن أغلب الشركاء أبدوا موافقتهم بل قاموا بالتوقيع غلى إتفاقية الشراكة التي تربط باقي الأطراف.
ونجدد مطالبتنا لهم بالمساهمة الفاعلة في مطالب الجماعة،فالموارد المالية للجماعة كما تعلمون قليلة ومحدودة، ولهذا استغل هذه الفرصة لأحيي كل أعضاء المجلس الجماعي لجماعة دار الشافعي على تجندهم لخدمة مصالح الساكنة، وأعتقد أنه يجب الاهتمام والاشتغال على تأهيل الإنسان، وأعني بالدرجة الأولى شباب المنطقة من خلال إشراكه في التنمية، وتشجيع الجمعيات المحلية، لأن تأهيل العنصر البشري، يفضي بصفة حتمية إلى تنمية المجال الاجتماعي و الاقتصادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *