الرئيسية » سياسة » بنكيران يخطو بثقة نحو ولاية جديدة على رأس العدالة والتنمية وسط تحديات داخلية وخارجية

بنكيران يخطو بثقة نحو ولاية جديدة على رأس العدالة والتنمية وسط تحديات داخلية وخارجية

في الوقت الذي يواصل فيه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تمسكه بقيادة الحزب، تبرز مؤشرات قوية تؤكد أن الرجل يسير بخطى واثقة نحو الظفر بولاية جديدة على رأس الأمانة العامة.
فمع اقتراب المؤتمر الوطني التاسع للحزب، المقرر عقده في 26 و27 و28 أبريل 2025، يعتقد العديد من أعضاء الحزب أن بنكيران ما يزال يشكل الرقم الصعب في الساحة السياسية المغربية.

منذ الهزيمة الانتخابية الثقيلة التي مني بها الحزب في انتخابات 2021، والتي فقد فيها أغلب مقاعده البرلمانية، يُنظر إلى بنكيران كقائد قادر على إحياء الحزب وتجديد نشاطه.

مصادر متطابقة تشير إلى أن بنكيران لا يظهر أي نية للتخلي عن القيادة في المؤتمر المقبل، بل يؤكد أن المرحلة السياسية الدقيقة التي تمر بها البلاد والحزب تتطلب شخصية متمرسة، قادرة على خوض غمار المواجهة في سياق الاستحقاقات التشريعية المقبلة.
التوتر مع أخنوش وحسابات سياسية محورية
بينما تتجه الأنظار نحو المؤتمر الوطني للحزب، تشير الدوائر المقربة من بنكيران إلى أنه يستعد لفتح معركة سياسية جديدة، لا سيما مع رئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش.
ويرى بنكيران في أخنوش أحد أبرز المستفيدين من تراجع العدالة والتنمية، بل ويعتبره أحد “مسببات إضعاف الديمقراطية” في المغرب.

ورغم مرور سنوات على إعفائه من تشكيل الحكومة في 2016، إلا أن صدمة ذلك القرار ما تزال تسيطر على مواقفه السياسية، إذ يراه المدخل الطبيعي لاستعادة مكانته السياسية.

تجديد الثقة داخل الأمانة العامة
داخل الأمانة العامة للحزب، يبدو أن الأمور تتجه نحو تجديد الثقة في بنكيران، حيث أظهرت المؤشرات التنظيمية أن عدداً كبيراً من الكتابات الجهوية والمحلية قد أفرزت قيادات تتقاطع في توجهها مع خطه السياسي.
الأنصار المخلصون لبنكيران يؤمنون بأن سياق المرحلة لا يحتمل “التجريب”، وأن “الزعيم التاريخي” ما يزال يمتلك القدرة على التأثير وإعادة تحريك القواعد، بل وحتى استعادة ثقة الكثير من المواطنين، خاصة في المدن الكبرى.
استراتيجية جديدة للمواجهة والمساءلة
في ضوء ذلك، بدأ فريق مقرب من بنكيران منذ عدة أشهر في وضع خطة شاملة للمرحلة القادمة، ترتكز على إعادة تحريك القواعد الحزبية وتكثيف الحضور الميداني.
كما تركز الاستراتيجية على خطاب المواجهة والمساءلة تجاه الحكومة الحالية، التي يُتهم مسؤولوها بالعجز عن مواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المغرب.
مستقبل الحزب في الميزان
رغم دعوات بعض الأصوات داخل الحزب بضرورة فتح المجال أمام أجيال جديدة والتداول على القيادة، فإن أنصار بنكيران يعتبرون أن الظروف الحالية تتطلب زعيماً قادراً على مواجهة التحديات.
المؤتمر الوطني المرتقب سيكون محط أنظار الجميع، حيث ستحسم مداولاته في مستقبل القيادة. في الأثناء، لا يزال بنكيران يلوح بـ “العودة من الباب الكبير”، مشيراً إلى استحقاقات 2026 التي يراها فرصة للثأر السياسي وإعادة ترتيب الأوراق لصالحه.

وبينما يبقى المشهد الداخلي لحزب العدالة والتنمية محاطاً بالتوترات السياسية، تزداد أسئلة الشارع حول ما إذا كانت ولاية جديدة لبنكيران ستعيد الحزب إلى الساحة السياسية بقوة، أو ستبقى محاولاته في إطار إعادة بناء ما تهدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *