حسن الريحاني رئيس جماعة دار الشافعي : الجماعة سائرة في الطريق الصحيح وطريقة اشتغالنا تعتمد على استراتجيه واضحة المعالم ومحدده الأهداف .
في لقاء خص به رئيس الجماعة الترابية دار الشافعي حسن الريحاني جريدة التيار، لتتبع ومناقشة الوضع التنموي المتعلق بالجماعة عموما، ومنطقة بني مسكين خصوصا، وكيفية الاستفادة من الإمكانيات، من أجل الدفع بعجلة التنمية المحلية عبر تطوير المنطقة، تحقيقا للتنمية و التنمية المستدامة، وإسقاط كافة الحواجز التي تعوق تطور الجماعة، في هذا الصدد أكد رئيس الجماعة الترابية حسن الريحاني أن السياسة هي العمل مع الناس و بناء الثقة مع الجميع، مؤكدا على ضرورة الاشتغال بطريقة تعتمد على استراتجيه واضحة المعالم ومحدده الأهداف .
بداية مرحبا بكم ؟
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين بداية نرحب بجريده التيار ونشكركم على اهتمامكم بالشأن العام المحلي عبر وضعه كأولوية لديكم .
كيف وجدتم أثناء تسلمكم رئاسة المجلس وضعيه الرأس المال المادي والبشري للجماعة ؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من الإشارة الى معطيين أساسيين أولا جماعه دار الشافعي واحدة من أكبر الجماعات بإقليم سطات تتوفر على بنية اجتماعية، اقتصادية وسياسية مركبة تنطوي على كثير من التحديات.
ثانيا الولاية السابقة عرفت مجموعه من الإشكاليات والمشاكل جعلت جماعه دار الشافعي تتصدر المشهد السياسي للأسف ليس تنمويا وإنما بمشاكل هاجسها ودافعها الخلافات الشخصية.
تسلم رئاسة جماعه دار الشافعي في هذا السياق شكل عائقا وتحديا بالنسبة لي، لذلك منذ الوهلة الأولى كنت مقدرا لكل هذه المعطيات وعملت أولا في اتجاه إرجاع الثقه للمواطن. وللمتتبع للشأن العام ثانيا، لذلك منذ تقلدي رئاسة المجلس اشتغلت أولا على التواصل مع عموم المواطنين وبجميع الطرق الممكنه، خاصة الحديثة منها.
بالنسبة للرأس المال المادي والبشري جماعه دار الشافعي من ناحية الموارد البشرية إلى حد كبير هناك توازن بين المصالح وعدد الموظفين.
رغم الإشكال الكبير الذي نعاني منه و المتمثل في الموارد البشرية المؤهلة، خاصة مع توجه الدولة نحو تبني نظم معلوماتية في جل المصالح واعتقد أن هذا العائق يعاني وسيعاني منه جميع الجماعات. ماديا تسَلّمنا جماعة منهكة ووببنية مالية على ضعفها مشتتة، بحيث انه لا يمكنك الاشتغال وتجسيد مشروع واحد مكتمل الإطراف، مما حد بنا إلى إعاده ترتيب أبواب الميزانية خاصة في شقها المتعلق بالجزء الثاني الخاص بالتجهيز.
ما هي المشاكل والعراقيل التي واجهتكم طيلة السنتين من مباشرتكم لمهام التسيير ؟
المشاكل التي عانينا ونعاني منها هي مادية محضة، بحيث أن الإمكانيات المادية للجماعة لا توازي الخصاص الموجود بها، زد على ذلك أن الخصاص متعدد الأبعاد، الماء، المسالك، الملاعب الرياضية، المساحات الخضراء، والأصعب من كل هذا، هوالاختلاف الأولويات وتعددها من دوار إلى آخر، مما يجعلنا نركز ونهتم بكل هذه الإشكاليات إذ لا يمكننا تسليط الاهتمام على واحدة دون الأخرى وذلك لإرضاء الجميع وكذلك حتى نحافظ على التوازن والسير العادي للمجلس .
كيف تمكنتم من تجاوز المشاكل وما هي الإصلاحات التي قمتم به ؟
أولا هذه ولاية انتدابيه، نعتبرها مرحلة للتأسيس، وبالتالي حاولنا وضع مشروع مبني على الخصاص التي تعاني منه اغلب دواوير الجماعة وكذلك انطلاقا من رؤيتنا للتنمية بالجماعة، مشروع متعدد الأبعاد بمعنى إننا نشتغل على مجموعة من المشاريع ركيزتها الأساسية المسالك التي تربط مختلف الدواوير الجماعة بمركزها. كذلك الماء الذي يعاني من نقصه عدد مهم من الدواوير، وسط كل هذا، لم ننسى أن مركز جماعة دار الشافعي يعتبر من بين المراكز الصاعدة في الإقليم التي تعرف نموا متصارعا، و بالتالي احتياجات المركز من بنيات أساسية كقنوات الصرف الصحي، مساحات خضراء، وتهيئة حضارية للمركز، هي في الحقيقة متطلبات كبيرة وإمكانيات مادية متواضعة.
نعمل على تجاوز كل هذا عن طريق نهجنا لسياسة ترشيد النفقات، وكذلك بجمعها وترتيبها بشكل يتماشى والرؤية التي نشتغل على ضوءها. على سبيل المثال لا الحصر، عملنا على الحصول على مبلغ 250 مليون سنتيم كانت مجمدة منذ سنة 2010 لدى المكتب الوطني للماء بحيث تواصلنا مع المدير الجهوي مشكور الذي مكننا من رفع اليد على هذا المبلغ المهم، وقمنا بتحويله في مرحلة ثانية إلى الباب الخاص بإصلاح المسالك وبالتالي الآن نتوفرعلى مبلغ مهم سيمكننا وفق المخطط الذي وضعناه من المساهمة في تعبيد بعض المسالك الأساسية بحيث أن المجلس التزم بتخصيص 1 مليون درهم كل سنة إلى هذا المبلغ ليتم الوصول إلى الهدف بهذه الولاية وهو تعبيد اغلب المسالك بالجماعة.
ما هي اغلب الإصلاحات والمشاريع التي قمتم بها ؟
بخصوص الإصلاحات والمشاريع التي قمنا بها، أولا كما قلت في السابق أنه إضافة إلى الصعوبات المالية، صادفنا كذلك، غياب دراسات ومشاريع جاهزة، وبالتالي، بدئنا في الإشتغال على واجهتين، الأولى، تتعلق بانجاز الدراسات لمجموعة من المشاريع، حتى نتوفر على بنك من المشاريع منها ما قد نقوم بتنفيذه انطلاقا من ميزانيتنا الذاتية، ومنها ما سنشتغل عليه مع أطراف أخرى كالمجلس الإقليمي والجهة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وحتى قطاعات أخرى كالتجهيز والثقافة ووزارة الداخلية، هذا بالنسبة للمشاريع الكبرى، واعتقد أن خير مثال هو مشروع التهيئة الذي هو موضوع اتفاقية الشراكة بين المجلس الإقليمي وجهه الدار البيضاء ـ سطات، وزارة الإسكان وسياسة المدنية، المشروع الواعد الذي يشرف عليه عامل إقليم سطات شخصياً، إذ أن مركز جماعة دار الشافعي سيستفيد من تهيئة بمبلغ يناهز 26 مليون درهم، إي حوالي ثلاثة ملايير سنتيم، كذلك ملعب القرب الذي الآن هو في طور الإنشاء من طرف وكاله التنمية الجهوية للتنفيد المشاريع بجهه الدار البيضاء ـ سطات الأمر نفسه يتعلق بإصلاح حوالي 17 كلم من مسالك الطرقية بتراب الجماعة من طرف جهه الدار البيضاء ـ سطات ووكالة التنميه الجهوية.
الواجهة الثانية، إضافة إلى ترافعنا وبحتنا على شركات مع أطراف أخرى، فإننا نعمل كذلك اعتماداً على إمكانياتنا الذاتية لتجسيد مجموعة من المشاريع والانجازات، يتعلق الأمر بكهربة السوق الأسبوعي وكهربة مجزرته، كذلك، عملنا على ربط الملعب الرياضي بالكهرباء وتزويده بالماء، التشجير وضعنا استراتيجية لغرس سنويا ما يناهز 80 شجرة بمركز الجماعة. توجد حاليا في مراحلها الأخيرة الإجراءات التي تتعلق ببناء مراحض عمومية وفضاء أخضر سيسمح لزوار المركز وتلاميذته من قضاء حوائجهم في ظروف إنسانية، ناهيك على إحداث وإصلاح مجموعة من القناطرالتي تشكل نقطا سوداء ببعض المسالك، وأخرى هي في الطريق من اجل استكمال إصلاحها، دون نسيان عملنا اليومي بمركز الجماعة، والذي نعمل تأسيس معالمه إلى جانب المصالح المعنية، حتى تصبح تقليداً يومياً، خاصة الشق المتعلق بنظافة المركز.
عمل كبير قمنا به أيضاً لترشيد استهلاك الكهرباء، وذلك باستبدال سنوياً ما يناهز 300 مصباح من فئةW 100 وتعويضه بآخر من فئة 40 و 30 W من نوع جيد، الهدف تقليص الإستهلاك وتخفيض فاتورته السنوية.
عمل كبير قمنا به أيضاً لترشيد استهلاك الكهرباء، وذلك باستبدال سنوياً ما يناهز 300 مصباح من فئة 100 وتعويضه بآخر من فئة 40 و 30 من نوع جيد، الهدف تقليص الإستهلاك وتخفيض فاتورته السنوية. إصلاحات عميقة سيكون لها وقع وأثر إيجابي في السنوات القادمة.
كيف تقيمون تجربتكم في تسيير الجماعي لجماعه دار الشافعي؟
اعتقد أنها ستكون تجربة ناجحة إن شاء الله، نظراً لطريقة اشتغالنا التي تعتمد على استراتجية واضحة المعالم ومحددة الأهداف، زد على ذلك، انه لازال أمامنا متسع من الوقت لاستكمال كل الأهداف المسطرة وذلك بالترافع والتعاون مع كل الأطراف التي بإمكانها تقديم المساعدة لجماعة دار الشافعي، الآن جماعة دار الشافعي في الطريق الصحيح يجب فقط على المواطنين أن يدعموا هذه التجربة والصبرعليها، أما الأهداف فلا محالة سنصل إليها.
معلوم أنكم تشجعون الشباب المتمدرس خاصة، كيف تمكنتم من تقديم يد المساعدة لهذه الفئة من المتمدرسين وما هي آلية الاشتغال؟
كما تعلمون أن جماعة دار الشافعي لا تستقطب فقط أبنائها، بل أيضا تلاميذ وتلميذات من جماعات مجاورة، في هذا المحور وكما ذكرت سابقا نحن نشتغل على بعض الفضاأت الخضراء ومراحض عمومية لهؤلاء الشباب والشابات ، كذلك نشتغل بتعاون مع مندوبي الإقليمية للثقافة والشباب على إحداث دار الشباب حتى يتمكن هؤلاء الشباب من إيجاد مكان مناسب يلجئون إليه خارج أوقات الدراسة ولما لا يتم صقل مواهبهم به، الأمر نفسه يتعلق بالملعب الرياضي تم تجهيزه بالماء والكهرباء ونحن الآن في طور بناء ملعب القرب وسطه حتى يتسنى لنا فتحه في وجه شباب الجماعة، علاوة على ذلك فالجماعة تدعم النقل المدرسي ب 100.000 درهم سنويا وكذلك تدعم الجمعية عن طريق أداء مصارف تامين السيارات، وبذلك نحاول تخفيف الضغط على آباء وأولياء الامور، ناهيك على الدعم الموجه إلى الجمعية الخيرية، دار الطالب والطالبة والمفتوحة في وجه عموم أبناء جميع الجماعات. للإشارة، خلال هذه الولاية، جماعة دار الشافعي تدعم أسطولها بثلاث سيارات للنقل المدرسي، من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الجهة والمجلس الإقليمي.
ما هي دواعي وأهداف تنظيم مهرجان دار الشافعي؟ وما هي أهم مستجداته ؟
مهرجان دار الشافعي هو في دورته الثامنة، وبالتالي تنظيم المهرجان أصبح تقليداً سنوياً وموعداً قاراً ينتظره الجميع، نساء، رجال وشباب، كذلك أصحاب الخيل، بحيث يجب أن لا ننسى أن جماعة دار الشافعي معروفة بتربية الخيول اذ تحتوي على أكثر 200 فرس معدة لتبوريدة.
التبوريدة بجماعة دار الشافعي هي إرث وجب المساهمة في الحفاظ عليه، ناهيك على أن المهرجان يساهم بشكل كبير في عجلة التنمية المحلية في بعدها الإقتصادي، إذ يكفي أن نعطي بعض الأرقام الرسمية لهذا الدورة، زارت المهرجان25000 زائر يوميا، خلق تنظيم مهرجان حوالي 3500 يوم عمل، حوالي كذلك 292 حرفي وتاجر أتتوا جنبات المهرجان استفادت في تنظيمه حوالي خمس مقاولات مغربية، أرقام كلها تدل وتؤكد على أهمية تنظيم المهرجان الاقتصادية والاجتماعية .
النسختين الأخيرتين من المهرجان، تميزتا بالتنويع في أنشطته، بالإضافة إلى حفل الإعذار الذي هو ميزة خاصة لمهرجان دار الشافعي، حاولنا في هذه النسخة فتح الباب أمام المواطنين من اجل إبراز والتعبيرعن حسهم التضامني عن طريق تنظيم حمله للتبرع بالدم، والتي عرفت نجاحاً كبيراً، كذلك بتنظيم حفل جماعي لقراءة القرآن بمقر الجماعة، وختاما بنهج طريقة خاصة في الترويج اعلاميا لفعاليات المهرجان والعمل على توثيق مجرياته كاملة.
كلمة أخيرة
في النهاية أوجه التهنئة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد الشباب المجيد سائلا الله عز وجل أن يحفظ جلالته بما حفظ به الذكر الحميد وان يقر عين جلالته بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الجليل مولاي الحسن وان يشد أزره بسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.