
كاسبرسكي ترافق أولياء الأمور لضمان دخول مدرسي آمن رقمياً عبر التوعية بمخاطر الشبكات الاجتماعية
بمناسبة العودة المدرسية، أطلقت شركة كاسبرسكي، الرائدة عالمياً في مجال الأمن السيبراني، دليلاً توجيهياً شاملاً مخصصاً لأولياء الأمور تحت عنوان: “الحقيبة الرقمية: دليل الآباء للسنة الدراسية“. يهدف هذا الدليل إلى تقديم مجموعة من التوصيات العملية لحماية الأطفال من المخاطر الرقمية المتزايدة، سواء خلال استخدامهم للأجهزة الذكية أو أثناء تفاعلهم عبر الإنترنت. وتأتي هذه المبادرة في سياق تتزايد فيه نسبة امتلاك الأطفال للهواتف الذكية بشكل لافت، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 9 من أصل 10 أطفال يبلغون من العمر 12 سنة يمتلكون هاتفاً ذكياً خاصاً بهم، الأمر الذي يعزز رغبتهم في الولوج إلى منصات التواصل الاجتماعي، بالرغم من اشتراط الحصول على موافقة أولياء الأمور بالنسبة للفئات العمرية دون 13 أو 14 سنة، ووجود سن للرشد الرقمي محدد في 15 سنة.
ويُبرز هذا الدليل جملة من التهديدات التي تهدد الأطفال والمراهقين في العالم الرقمي، من قبيل التعرض لمحتويات غير لائقة، أو محاولات الاحتيال، أو التحرش الإلكتروني، أو حتى انتحال الهوية. ورغم أن هذه المخاطر تطال جميع مستخدمي الإنترنت، إلا أن الفئات الناشئة تبقى الأكثر هشاشة لافتقارها في كثير من الأحيان إلى القدرة على التمييز والوعي الكافي للتعامل مع مثل هذه التحديات. ويشتمل الدليل على تحليل متخصص من طرف خبيرة الخصوصية في كاسبرسكي، يتناول أبرز التحديات التي تواجه المستخدمين الشباب وصناع المحتوى الناشئين، ويقترح مجموعة من التدابير الوقائية التي يمكن للآباء تطبيقها بشكل فوري، من أجل التخفيف من وطأة هذه المخاطر وتعزيز حماية الأبناء.
وتكشف إحدى الدراسات الحديثة عن أن أكثر من 90 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، مع تفضيل واضح لمنصات مثل إنستغرام، سناب شات، وتيك توك. وفي هذا السياق، لم يعد دور أولياء الأمور مسانداً فقط، بل أصبح ضرورياً ومركزياً. فمن خلال الانخراط النشط في حياة أطفالهم الرقمية، والتعرف عن كثب على آليات عمل المنصات الرقمية، والمشاركة في إعدادات الخصوصية والأمان، وفتح باب الحوار المستمر حول الممارسات السليمة، يتمكن الآباء من تحويل تجربة الإنترنت من بيئة محتملة الخطر إلى فضاء داعم للتعبير والإبداع، ضمن بيئة أكثر أماناً.
من بين الإرشادات العملية التي يتضمنها الدليل:
أولاً: اعتماد فضول إيجابي بدل النهج الانتقادي
من الطبيعي أن يساور الآباء القلق حيال رغبة أطفالهم في الانضمام إلى شبكات التواصل الاجتماعي، غير أن رفض هذه الرغبة بشكل قاطع لا يخدم المصلحة التربوية. فالأجدر هو تبني حوار مفتوح ومبني على الثقة، لفهم الدوافع التي تقف وراء هذا التوجه، ونوعية المحتوى الذي يرغب الطفل في مشاهدته أو مشاركته. ويكشف تقرير كاسبرسكي عن اهتمامات الجيل الناشئ على الإنترنت، ما يتيح لأولياء الأمور فرصة التعرف عن كثب على ميولات أطفالهم، وتقديرها، وتقوية أواصر الثقة معهم، إلى جانب التوعية بمفاهيم جوهرية في الأمن الرقمي مثل حماية الخصوصية، وضبط الوقت المخصص للشاشة، والتعامل مع المحتوى الحساس.
ثانياً: إنشاء الحسابات الرقمية بصحبة الوالدين
من الأفضل أن تتم عملية إنشاء الحسابات على منصات مثل يوتيوب أو تيك توك أو إنستغرام بمرافقة أحد الوالدين، عوض أن يقوم الطفل بذلك بمفرده. هذا النهج المشترك يمكّن من اعتماد ممارسات رقمية سليمة منذ البداية، مثل تفعيل إعدادات الخصوصية المناسبة، التحكم في ظهور المنشورات والتعليقات والرسائل، تعطيل خاصية تحديد الموقع الجغرافي، استخدام كلمة سر قوية وفريدة، وتفعيل المصادقة الثنائية. هذه الإجراءات لا تساهم فقط في تقليص مخاطر الاختراق أو التعرض، بل تؤسس أيضاً لثقافة أمنية رقمية لدى الطفل منذ سن مبكرة.
ثالثاً: توعية الأطفال بالمعلومات التي لا يجب مشاركتها إطلاقاً
يتحمس العديد من الأطفال لمشاركة تفاصيل حياتهم اليومية على منصات التواصل، من مواقع تواجدهم، إلى أنشطتهم، وأصدقائهم. ومن هنا تبرز أهمية التوعية بضرورة التمييز بين ما يمكن نشره وما ينبغي أن يظل خاصاً. فالنضج الرقمي يستدعي فهماً واضحاً لخصوصية المعطيات الشخصية.
يجب أن يدرك الأطفال أن الكشف عن معلومات مثل العنوان المنزلي، اسم المؤسسة التعليمية، مواعيد الدراسة، خطط العطل، أو الأماكن التي يترددون عليها بانتظام، قد يشكل خطراً حقيقياً عند نشرها على الإنترنت، خاصة إذا ما اقترنت بصور أو بيانات تحديد الموقع أو توقيت النشر، ما قد يسهل عملية التتبع أو الاستهداف.
رابعاً: تتبع ظهور اسم الطفل أو لقبه الرقمي عبر الإنترنت
في حال استخدام الطفل لاسم مستعار عند نشر المحتوى، من الضروري أن يتابع الوالدان تطور حضوره الرقمي بشكل دوري. وذلك عبر إجراء عمليات بحث دورية باستخدام الاسم الحقيقي أو الاسم المستعار على محركات البحث ومنصات التواصل، بهدف التعرف على المعلومات المتاحة للعامة. مثل هذه المتابعة قد تكشف عن صور شخصية منشورة، مواقع جغرافية محددة، تعليقات تكشف الكثير من التفاصيل، أو حتى محاولات لانتحال الهوية.
خامساً: توعية الأطفال بمخاطر التفاعل مع الغرباء عبر الإنترنت
قد يتلقى الأطفال رسائل من أشخاص مجهولين عند تواجدهم في الفضاء الرقمي. بعضها قد يبدو عادياً ويصدر عن زملاء أو معارف، غير أن بعضها الآخر قد يكون من قبل أشخاص ذوي نوايا سيئة. ويُعتبر “الاستدراج الرقمي” أحد أبرز هذه التهديدات، وهو الأسلوب الذي يعتمده بعض البالغين لبناء علاقة ثقة مع قاصر بهدف استغلاله لاحقاً.
يستخدم هؤلاء أساليب متعددة، مثل إظهار الاهتمام الزائف، الإطراء، تقديم المساعدة، أو الادعاء بمشاركة نفس الهوايات. ومع الوقت، يشرعون في طلب معلومات خاصة، صور شخصية، أو يدفعون الطفل إلى الانتقال إلى قنوات تواصل أقل أماناً مثل الدردشات الخاصة، مكالمات الفيديو أو الرسائل المشفرة.
ومن الضروري أن يكون الطفل قادراً على التعرف على مؤشرات الخطر، من بينها:
- تكرار الرسائل من طرف مجهول أو الحديث في مواضيع حساسة جداً
- الإصرار على إبقاء العلاقة سرية (“لا تخبر والديك”)
- الضغط للحصول على صور أو معطيات شخصية
- التلاعب العاطفي عن طريق التهديد أو المديح أو إشعار الطفل بالذنب
كما ينبغي أن يعلم الطفل أن بإمكانه اللجوء إلى شخص بالغ موثوق دون خوف من اللوم أو العقاب، إذا ما واجه وضعاً مشبوهاً.
غالباً ما يعبر انخراط الطفل في شبكات التواصل عن رغبته في التعبير عن هويته ومشاركة ما يهمه. وهنا يكمن دور الراشدين في مواكبة هذا المسار، من خلال مساعدته على فهم المخاطر المرتبطة بالظهور الرقمي، وتشجيعه على اعتماد ممارسات سليمة في مجال الأمن السيبراني. ويمكن لأدوات مثل Kaspersky Safe Kids أن تسهل هذه المهمة، إذ تتيح للآباء مراقبة الأنشطة الرقمية لأبنائهم بطريقة غير متطفلة، وتنظيم وقت استخدامهم للأجهزة، وتنبيههم للمخاطر المحتملة. إننا نؤمن بأن التوجيه المناسب والحوار الصادق قادران على تمكين الأجيال الشابة من الإبحار في الفضاء الرقمي بأمان» – آنا لاركينا، خبيرة الخصوصية لدى كاسبرسكي.