الرئيسية » مقالات الرأي » فيضانات الجنوب الشرقي: تهميش المهمش…

فيضانات الجنوب الشرقي: تهميش المهمش…

✍️ وداد ملحاف 

بنفس درجة غبطتي بإطلاق برنامج حكومي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، بنفس درجة تخوفي وقلقي أن يبقى هذا البرنامج حبيسا لعروض Power point والإحصائيات والتسويفات والحسابات السياسوية الضيقة.

ولنا في تدبير آثار الزلزال خير مثال حيث كانت الإرادة والحماس وروح التضامن عنوانا لأزمة الإغاثة في الأشهر الأولى مباشرة بعد وقوع الكارثة لكن سرعان ما خف هذا الوهج وأصبح سكان تلك المناطق في دائرة النسيان أغلبهم لازال يستحمل حرارة الصيف الحارقة وقسوة برد فصل الشتاء تحت الخيام اللهم بعض المبادرات الإنسانية القليلة جدا التي لازالت تحاول تخفيف وقع ما أصابهم…

بعد أيام قليلة من وقوع الفيضانات، زرت جزءا من المنطقة خصوصا تلك القريبة من أرض الأجداد “زاوية أوزدين” وبالضبط جماعة تاگونيت وقبيلة “بني صبيح”، صحيح أننا لم نشهد نفس مبادرات التضامن من باقي المدن كما وقع في الحوز ، أو ربما كانت قليلة جدا، لكن ما أستطيع أن أقول أن طبع الناس هناك يتسم بالكرم والإيثار والتضامن فيما بينهم رغم قلة الموارد إذ أن البيوت التي صمدت أمام الفيضانات ولم تتأثر بها فتحت أبوابها للجيران والأهالي لتقاسم الغرف معهم، وجزء آخر اضطرّ للاحتماء بالمساجد، المعروف كذلك عن سكان المنطقة هو الطيبة والصبر لكن لا يجب أن يكون ذلك مبررا لاعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية، ما العيب إن انتقل وفد حكومي إلى تلك المناطق لتقديم التعازي والاستماع لانتظاراتهم عن قرب والتخفيف من وطأة ما أصابهم؟

لن أتحدث عن أسباب غياب العدالة الاجتماعية ولا عن تغييب تلك المناطق من البرامج التنموية الكبرى ولا عن نسب الفقر والبطالة، ولا أسباب الجفاف أو الاختلالات التسييرية في عدة قطاعات التي كانت في السابق …. أملي أن يتم تدارك كل ذلك في هذه المبادرة وألا يخيب الظن مرة أخرى …

على الكل أن يتحمل مسؤوليته من موقعه، فمهما كانت درجة الصبر والطيبة والقدرة على التحمل لدى الساكنة… فالأكيد أن لها حدود… دائرة النسيان تتسع بعد كل أزمة بمجرد ما ينتهي ترند مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح وسيلة تنفيس لا أكثر مثل أثر المورفين … عوض علاج المشكل من جذوره…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *