الرئيسية » أخبار » المصطفى جداد.. برلماني ابن مسيك الذي كسر نمطية التمثيل السياسي

المصطفى جداد.. برلماني ابن مسيك الذي كسر نمطية التمثيل السياسي

في مشهد سياسي غالباً ما تطغى عليه الشعارات الفضفاضة والوعود الموسمية، يبرز اسم النائب البرلماني المصطفى جداد كمثال استثنائي داخل قبة البرلمان، حيث استطاع أن يصنع لنفسه نموذجاً مغايراً للتمثيل السياسي عن الدائرة الانتخابية ابن مسيك بالعاصمة الاقتصادية.
من موقعه داخل فريق حزب الأصالة والمعاصرة، اختار جداد أن لا يكتفي بأداء الواجبات التشريعية أو الحضور المناسباتي، بل انخرط فعلياً في تفعيل دوره الترافعي من أجل قضايا الساكنة، من خلال تواصله المستمر مع المواطنين، وحرصه على نقل نبض الشارع إلى المؤسسة التشريعية بكل واقعية.

هذا الحضور المتوازن بين العمل البرلماني والانخراط الميداني جعل من جداد نموذجاً لـ”الاحترافية السياسية”، حيث تتجسد التزامات الحملة الانتخابية في مبادرات فعلية على الأرض، تعكس وعياً عميقاً بمتطلبات التنمية المحلية، وتكشف عن قناعة راسخة بأن السياسات العمومية لا تصنع من داخل المكاتب المغلقة.

ورغم التحديات البنيوية والاجتماعية التي تعرفها منطقة ابن مسيك، والتي تزداد تعقيداً بفعل التفاوتات المجالية والبنية التحتية المحدودة، يواصل جداد رهان الدفاع عن مصالح المنطقة دون انقطاع، مُحققاً تراكماً لافتاً في الأداء البرلماني والمواكبة اليومية لقضايا المواطنين، مما جعله من أكثر النواب تأثيراً على المستوى المحلي.
نجاحه في هذا المسار، بطبيعة الحال، لم يمر دون منغصات. فقد بات هدفاً واضحاً لما يُعرف بـ”لوبي مقاومة التغيير”، الذي لم يهضم ديناميته اللافتة، فلجأ إلى أساليب مألوفة تتراوح بين حملات تبخيس ممنهجة، وترويج إشاعات على منصات التواصل، في محاولة يائسة لعرقلة مساره السياسي.
لكن النائب البرلماني، الذي يعلن مراراً استعداده للنقد والمساءلة، يرفض الرد على هذه الحملات بنفس الأسلوب، ويُصر على أن تكون الحقيقة والعمل الجاد هما الرد الوحيد، في سياق يفرض على الفاعل السياسي أن يكون في خدمة المواطن، لا في خصومة معه.
في زمن التراجع عن الأدوار التمثيلية الحقيقية، يبقى المصطفى جداد واحداً من الأصوات البرلمانية التي تثبت أن العمل السياسي الجاد لا يزال ممكناً، إذا ما توفرت الإرادة والالتزام والصدق مع الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *